يناير 8, 2023
في ثالث حلقات بودكاست مع التجار تستضيف إذاعة (ثمانية) محمود نسيم مؤسس متجر سلام للهدايا التذكارية في حوار متميّز يستعرض خلاله ضيف الحلقة حكاية تجربة تجارية فريدة من نوعها تنطوي على كثير من الفوائد في عالم التجارة، وتكشف عن مدى أهمية للتجارة الإلكترونية في توسيع دائرة تسويق وكسب ثقة المستهلكين في كل المنتجات بما فيها تلك التي يكون تداولها مرهونًا بظروف الزمان والمكان.
ترتبط قصة تأسيس متجر سلام بالمسار التكويني والمهني لمؤسّسهِ محمود نسيم المتخصص في التصميم والتواصل، وذلك عند عودته من كولالمبور سنة 2007 انخرط مع أخيه لؤي الذي كان قد شرع في تأسيس مصنع الثياب ( لومار)، فاشتغل محمود مديرًا للقسم الإبداعي لما كان له من شغف بالتصاميم والهويّات البصرية، إلى أن جاءت فكرة تأسيس متجر للهدايا التذكارية بعد نقاش مع الشركاء، و تبلورت الفكرة سنة 2011 في مشروع يخطو أولى خطواته نحو التصنيع والتسويق.
في المراحل الأولى للمشروع كان دور (سلام ) يكاد يقتصر على تسويق محدود لقليل من المنتجات التي يتولى لومار تصنيعها، قبل أن يتطور لاحقًا باعتباره شريكًا في التصنيع ويتولى مهمة تصميم المنتجات وتقديم كل اللواحق واللمسات التي يحتاجها المنتج ليظهر في حُلته الكاملة، فالعطر مثلا يقتصر لومار على تقديم فكرة عن النوع بينما يتولى فريق (سلام) تصميم ألوانه وشكل القارورة وهذا أتاح لـ سلام فرصًا كثيرة في ميدان التصنيع والتسويق جعلته يظهر بشكل فعلي سنة 2018 بمقدار محل صغير بمنطقة المركزية ويتوسع لاحقًا لتصبح له فروع عديدة داخل السعودية جدة والرياض وخارجها القاهرة
اقرأ أيضا: متجر رسيل من البحث عن هدية لأكبر متاجر الهدايا في السعودية
تكمن قوة المشاريع في قدرتها على تجاوز الصعاب وركوب التحديات التي تحول بينها وبين الأهداف القريبة والبعيد، وعلى هذا النحو أخذ فريق متجر سلام زمام المبادرة وواجه التحديات ومنها
تحدي توسيع ثقافة تجارة الهدايا التذكارية، وكان ذلك بعد ملاحظة الحضور الضعيف لهذا النوع من المنتوجات بالسعودية والعالم العربي عمومًا، إذ لم يكن في محيط الحرمين إلا القليل منها السجاد والسبحة غالبًا بينما تسود في مدن أخرى من العالم مثل لندن وباريس…لتصبح ثقافة مجتمع يحب أن يهدي الأشياء التي تحمل دلالة رمزية.
تحدي التوفيق بين العمق الديني والتنوع الثقافي للمجتمع أثناء الإنتاج والتسويق، فالسبحة مثلا تستعمل في المجتمع الإسلامي للذكر، ولكن استخداماتها في بعض المجتمعات العربية متنوعة كأن تستعمل للتزيين مثلا، فكان لابد من مراعاة أذواق العملاء، وإنتاج سبح بأشكال مختلفة…
تحدي فتح محل تسويق قريب من الحرم النبوي حيث كان كل واحد من الشركاء مشغولا بشركته الخاصة، فكان لابد أن يأخذ محمود نسيم التحدي، ويبدأ العمل في منطقة المركزية بالمدينة المنورة سنة 2018.
تحدي تحقيق عائد ربحي من التسويق بالحرم النبوي، فكان فريق (سلام) مُتوقعًا أن يحقق بيعا بالملايين، لكن الوضع كان مختلف: الإيجارات مرتفعة (700 إلى 800 ألف ريال للمحل الصغير) والوضع غير مستقر والمنافسة على أشدها!
تحدي التجارة الإلكترونية: كان مؤسس متجر سلام غير مُتحمس لهذا الموضوع، ولكن بعد إلحاح شركائه، وخصوصا أخيه لؤي، قرر أن يخوض هذا التحدي ثم يتفرغ له منذ 2019 من خلال إطلاق المتجر على منصة زد للتجارة الإلكترونية المتكاملة.
تحدي توسيع شريحة العملاء: بعد خوض تحدي التجارة الإلكترونية تبين أن تجارة الهدايا التذكارية بالحرم النبوي محدودة كما ونوعا، وأنه لابد من توسيع دائرتها لتشمل عملاء عَديدين أكثر تنوعا من داخل السعودية وخارجها.
تحدي التصميم الصناعي والمحافظة على خصوصية الإبداع في مواجهة الأشكال الاحتيالية كاستنساخ المنتوجات: (فسلام) ليس مورّدًا فقط، بل هو مشارك في التصنيع، وهذا تطلب الاستعانة بشركات ومصانع أخرى، حيث يتولى وسيط خاص الاشتغال مع ثلاثة مصانع تقوم بمهمة تصنيع قطع المنتج الواحد متفرقة، على أن يجمع هو داخليا
تحدي ارتفاع تكلفة المنتوج الإبداعي وما يتطلبه من تصاميم ومراحل تطوير عديدة…
تحدي توطين التصنيع بالسعودية: حاول فريق متجر سلام خوض التجربة لكن تبين أن فيها صعوبات عديدة، وأن المنتوجات كانت ضعيفة الجودة مما قد يتسبب في مشاكل مع العملاء
اقرأ أيضا: كل ما ترغب بمعرفته عن خطوات إنشاء متجر إلكتروني
عمل سلام على تحقيق الريادة في مجال تجارة الهدايا التذكارية مستفيدًا من خصائص التميز التي حازها ومنها
العناية بمراحل التصنيع والتسويق من الفكرة إلى ما بعد البيع: فالمنتوج يخوض مراحل طويلة قد تستغرق حوالي أربعة أشهر قبل أن يخرج إلى السوق، ومنها دراسة المنتوجات المشابهة المعروضة للبيع، التصميم احتمال الشكل الجديد بتفاصيله المتنوعة كالأبعاد والألوان ثم التجريب: العينة الأولى ما مدى قوتها ثم جلسة مع الخبراء يدلون بآرئهم في المنتج كل شيء خاضع للتدقيق: تكلفة المنتج، التعليب، الإعلان، التوصيل، الإرساليات
مراعاة تنوع الطابع العام للمنتوجات بحيث تشمل ما هو ديني روحي وثقافي مما يجعل العميل الذي يقصد سلام ليشتري أشياء متنوعة غير السبحة والسجاد، بل يكون له الاختيار بين 120 منتوج متنوع من حيث المميزات العامة.
تحقيق تنوع العملاء بتنوع المنتوجات: مع كون (سلام) متخصصًا في الهدايا التذكارية، إلا أنه يحافظ على العميل الذي يرغب في اقتناء ما يخصّه يجد بغيته، وتبقى الفئة الغالبة هي فئة العملاء الذين يقتنون لأجل الإهداء، وقد ركز (سلام) على تلبية رغبات هذه الفئة باعتماد منتوجات ذات رمزية مثل الورود والعطور والمناديل وتبين أن معظم الهدايا يقتنيها البنات ليهدينها لأمهاتهن، وأن النساء أكثر اقتناء من الرجال.
التركيز على ما هو ضروري عند العميل وما اعتاد اقتناءه واستعماله مع الحرص على التجديد الدائم والتطوير المستمر، فالسجاد مثلا يوجد عند الجميع ولكنه في (سلام) كان موضوع تطوير دائم، بحيث تم إنتاج تحف جديد منها السجاد المعطر المعلب بطريق جذابة، والسجاد الصغير التابع للسجاد الكبير بألوان موحدة وخصائص حديثة ذات صلة بالتراث ليعوّد الأطفال وخصوصا الإناث يعودهن مرافقَة أمهاتهن في الصلاة والاقتداء بهِنّ، والسجاد الجماعي…مما يجعل المنتوج متفردًا ومميزًا يجذب العميل ويحل بعض مشاكل المجتمع.
الإبداع وفق ما يناسب رغبات العميل، ومن ذلك التعامل مع المنتوج على أنه هديّة بالأصل، وإخراجه في الحلة المناسبة لذلك، كاعتماد الرسائل المكتوبة التي تحمل معاني الدعاء، أو التعبير عن مشاعر الحُب والتقدير…(البنت مثلا تهدي لأمها سجاد عليه عبارة: ادعي الله لي يا أمي، لا تنسيني يا أمي…) وهكذا استطاع (سلام) أن يلامس مشاعر عملائه بإضافة لمسات بسيطة على منتوجاته.
استثمار المواسم والمناسبات الدينية الوطنية والعالمية: الحج، رمضان، عيد الفطر، عيد الأضحى…السنة الدراسية، عيد الأم…وحتى المناسبات المغمورة التي لا يهتم بها كثير من الناس كيوم الأب مثلا.وهكذا استطاع سلام أن يحقق ذاته، ويكسب تميزه، ويتطلع إلى توسيع دائرة عملائه من عشاق الهدايا التذكارية داخل السعودية وخارجها.
اقرأ أيضا : أهم النصائح للحفاظ على العملاء!
بعد المكاسب التي حققها سلام في ميدان إنتاج وتسويق الهدايا التذكارية، قرر أن يخوض تحدي التجارة الإلكترونية مستعينًا بخدمات منصة زد للتجارة الإلكترونية المتكاملة وكانت أول انطلاقة له سنة 2020، أي بتزامن مع جائحة كورنا وإقبال الناس على قضاء جل أغراضهم عن طريق الإنترنت، مما أسعف في تحقيق تفاعل إيجابي مع المتجر، فكانت النتائج مبهرة كما يلي
الوصول إلى فئة عريضة من العملاء تناسبها منتوجات سلام من داخل السعودية وخارجها، بل كل المسلمين عبر العالم، وحتى غير المسلمين، حيث تبين تعطش الناس لهذا النوع من المنتوجات، مما دل على أن البيع المباشر كان استهدافا خاطئا، فتقرر إيقاف التجارة في الفروع إلى أجل لاحق، والتفرغ للتجارة الإلكترونية.
ارتفاع فاتورة المبيعات، حيث كان متوسط الفاتورة في البيع العادي بين 60 إلى 120، أما مع التجارة الإلكترونية فقد وصل المتوسط إلى 360، وزاد السعر بشكل كبير بعد استهداف الشريحة المناسبة من العملاء، ومردودية خدمة التوصيل التي تغني العميل من عناء الشراء المباشر. وهكذا بلغت نسبة المبيعات عبر التسويق الإلكتروني أي من خلال المتجر الإلكتروني لـ سلام على منصة زد ما نسبته 70%، بينما اقتصرت المبيعات عن طريق الموردين على 30% فقط
وهذا راجع إلى أن التسويق المباشر يحمل في طياته متاعب وصعوبات كبيرة منها خطر التقلبات المفاجئة للأسعار والتي قد تعصف بالمنتج وحتى الشركة إذا ما انهارت أثمنة مبيعاتها بقدر كبير في الوقت الذي يتيح التسويق الإلكتروني متابعة الأسعار بشكل سريع، والتعامل الآني مع المستجدات
الحصول على خدمات عديدة في سهولة ويسر فمواقع التواصل الاجتماعي تجلب عددا كبيرا من العملاء مع بيانات مفصلة وجاهزة، في الوقت الذي لا توفر حملات المشاهير إلا فرصا محدودة للبيع.
لقد حقق متجر سلام نتائج جيدة بعد اعتماد التجارة الإلكترونية جعلته يعمل على تكبير المستودعات وتوسيع فريق العمل
وينتقي كفاءات جديدة ليلبي الطلب المتزايد على منتوجاته.
وخلاصة القول إن متجر سلام انطلق بفكرة بسيطة تبلورت في مشروع ناجح، ولعل سر نجاحه يكمن في امتلاكه لفريق عمل يعتمد التفكير الإيجابي، ويجعل من الإبداع وكسب ثقة العملاء همه الأول، وهذا ما أوصله إلى الريادة في ميدان تجارة الهدايا التذكارية ليس في السعودية وحسب، بل في مختلف مناطق شاسعة من العالم وساعدهم في تحقيق أهدافهم الخدمات المتكاملة التي تقدمها منصة زد للتجارة الإلكترونية. ابدأ تجارتك الإلكترونية المتكاملة مع زد
unfold_more
أحدث المقالات unfold_more
التصنيفات unfold_more
نوفر خدماتك متكاملة لنمو تجارتك: الربط مع شركات الشحن، تفعيل بوابات الدفع الإلكترونية، الربط مع التطبيقات لأتمتة المهام من لوحة تحكم واحدة. زد مجتمع متكامل لتبادل الخبرات ونصائح التجار بمختلف قطاعات التجارة الإلكترونية.
اترك تعليقاً